N° 0031 /RND/ALGER/2015


الجزائر،‏الثلاثاء‏، 16‏ ذو الحجة‏، 1436 الموافق 29 سبتمبر 2015


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه إلى يوم الدين.


مداخلةٌ في الذكرى العاشرةِ للمصادقةِ
على ميثاقِ السلمِ والمصالحةِ الوطنيةِ
بالمجلسِ الشعبيِّ الوطنيِّ يوم 29/9/2015


إنَّه بمناسبةِ إحياء الذِّكرَى العَاشِرةِ لميثاقِ السِّلمِ والمُصَالحَةِ الوَطَنيَّةِ، الفكرةُ الرَّائدةُ التِي أنْقَذتْ الجزائرَ مِن فتنةٍ هَوْجَاءَ، دَمَّرَتْ اقتِصادَهَا، وشَتَّـتَتْ شَعْبَهَا شَذَرَ مَذَرْ؛ وجَعلَتْهَا قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَي مِنِ اِنْهِيَارِ رَهِيبٍ لِوِحْدَتِها وَذَهَابِ رِيحِها وإشْعَاعِها العَالَمِيِّ الذِي كَسَبَتْهُ بِجِهَادِهَا المُتَمَيِّزِ والطَّوِيلِ، ذَلِكَ الجِهَادُ الذِي تَوَّجَـتْهُ ثَوْرَةُ نُوفَمْبَر الهَادِرَةُ التِي حَارَ فِيهَا الزَّمَان، ورَكَعَتْ لَهَا الجَبَابِرةُ فِي كُلِّ مَكان، وافْتَكَّتْ عِزَّتَهَا وتَأَلَّقَتْ بَيْن الأُمَمِ كَأَبْرَزِ رَمْزٍ للثَّوْريَّةِ والوَطَنِيَّةِ والنَّصْرٍ والشُّمُوخِ.

فِي هَذا اليَومِ الذِي نُحْيِي فِيه الذِّكرَى العَاشِرةِ لميثاقِ السِّلمِ والمُصَالحَةِ الوَطَنيَّةِ، نَتَذَكَّرُ ونَتَرَحَّمُ عَلى شُهداءِ الوَاجِبِ الوَطَنيِّ،

أُولَئكَ الأَبْطَالُ، العَسْكَرِيُّون منْهُم، والحَرَسُ البَلَدِيُّ، والمُوَاطِنُون المُتَطَوِّعُون.

أيُّهَا المُجَاهدُ عبدُ العزيزِ بُوتَفْلِيقة فَخَامةُ رئيسِ الجُمهُوريَّةِ،

اِسْمَحُوا لِي أنْ أتَوجَّهُ إليْكُمْ مِنْ هَذَا المِنْبَرِ الوَطَنِيِّ، وفِي هذه المُنَاسبةِ العاشرةِ، لأَقُولَ:

إنَّ المُصَالحَةَ الوطنيةَ التي أَنْجَبَتْ الجزائرَ منْ جديدٍ، لَجَدِيرَةٌ أَنْ يَمْتَدَّ عُمُرُهَا، فهَذِه ولايةُ غرداية الجَرِيحَةُ عَانَتْ حوْليْن كامِليْنِ مِن فِتْنَةٍ هَوْجَاءَ لَمْ تَخْفَ عَليْكُم تفَاصِيلُها؛ بلْ عَمِلتُمْ جَاهِدِين لإطْفَائِها، وقَد تَحَقَّقَ الأمنُ النوعيُّ المنتظرُ منذُ حوليْن والحمْدُ لله.

إلَّا أنَّ قلوبَ المتَجَاوِرِين المُتَسَاكِنينَ، هِي بِحاجَةٍ إلى لَمْسَةٍ حَانِيةٍ وَالتِفَاتَةٍ كريمةٍ منَ المُصالحةِ المحلِّيَةِ وهيَ جزءٌ لا يتجزَّأُ عن المصالحةِ الوطنيةِ.

فَهلَّا مُجاهدَنا وقائدَ مسيرةَ جزائرِنا في أَحْلَكِ ظُرُوفِها بعدَ الاستقلالِ، هلَّا أعْلنْتُمْ مِنْ مَقامِكُم السَّامي ومِن عَلْيَائِكُم وحِكْمَتِكُم السَّامِقَةِ عَنْ "مُصالحةٍ محَلِّيَةٍ" هي بنتٌ للمصالحةِ الوطنيَّةِ، في منطقةِ وادِي مِزَاب، مُصَالحةٍ تَرعَاها عِنَايَتُكُم الخَاصَّة وتَوْجِيَهاتِكُم الحَكِيمَة ومُتَابَعتِكُم الدَّقيقةُ.

سيدي فخامة الرئيس، أنَا وَاثقٌ كلَّ الثِّقةِ فِيكُمْ وفي حِكْمَتِكُمْ وحِنْكَتِكُم، وإنَّ سُكانَ ولايةِ غردايةَ لَيَنْتَظِرُونَ تَحْقِيقَ هذه المُصَالحةِ وإنهُمْ لَيَبْحَثُونَ عَن حَلٍّ جِذْرِيٍّ لإنهَاءِ الفِتنةِ التِي أَلمَّتْ بِهِم؛ فَلَعلَّ اللهَ يَجْعلُ في إعلانِ المصالحةِ، السِّلمَ والسلامَ والأمنَ والأمانَ للمنطقةِ.

دُمْتُم ذُخْرًا للوَطَن، قائدًا حكِيمًا للمسيرَةِ، مُبْدِعًا لفكرةِ "المصالحةِ الوطنيةِ"، وَفَّقَكُم اللهُ إلَى كُلِّ خيرٍ وأَجْرَى الخيْرَ عَلَى يَديْكُم... اللَّهُمَّ آمين... آمين.
والسلام عليكم جميعًا ورحمة الله تعالى وبركاته.
إمضاء: قارة عمر بكير