كلمة أمام

المجلس الوطني



للتجمع الوطني الديمقراطي









بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد



- سيدي الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي.

- السادة أعضاء الأمانة الوطنية.

- زميلاتي، زملائي أعضاء المجلس الوطني.

السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته.



يؤلمني ويؤسفني كثيرا، أن أبدأ كلمتي بكل مرارة وأسف ملاحظا ظهور انحرافات خطيرة من قِبَل بعض الأطراف المعروفة وغير المعروفة التي تناور في جُنح الظلام في الخفاء مستعملة غطاء تنظيمات تدَّعي حماية حقوق الإنسان وغيرها... في محاولة يائسة منها لضرب الجزائر مستهدفة المساس بسيادة مؤسساتها وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة.

من المعلوم أن الجزائر لديها سبعة حدود تمتد على طول343 6. كلم مع بلدان جارة وشقيقة فضلا عن 1.200 كلم على الواجهة البحرية.

بعض بلدان الجوار تعيش حالة مؤسفة وخطيرة للغاية من الفوضى العارمة في مجال الأمن على الصعيدين الداخلي والخارجي وحفظ النظام.

لو لم يكن حظ الجزائر أن تُسيَّر بأيدٍ خبيرة متبصرة، فكيف لها اليوم أن تستمر في تطبيق البرنامج التنموي الشامل وِفْق المخطط الخماسي الذي أقره فخامة رئيس الجمهورية، وذلك بالرغم من كل الأصوات الناعقة التي تتحجج وتتذرع بالحالة الصحية للرئيس؟

من جهتنا، وباسم مواطني ولاية غرداية بصفة خاصة، فإننا نبث هذا النداء المُلِح للدعوة إلى وضع حدٍّ لهذه الفوضى في غرداية، حيث أننا نعيش منذ شهر نوفمبر 2013 وإلى غاية الساعة وضعا لم يُفصِحْ عن هُويَّته ولم يكشف اسمَهُ بعد.

فإلى غاية تاريخ اليوم، فُجِعنا بمقتل اثني عشر نفسا ذهبت ضحية العنف ما بين الأحياء، علاوة على مئات الجرحى. وكذا مئات المساكن والمحلات التجارية والورشات والمستثمرات الفلاحية التي تعرضت للنهب والسلب والحرق والدمار.

بصرف النظر عن الحوادث المؤسفة الأخرى من تدنيس وهتك لحرمة المقابر والأموات والمصلَّيات وأماكن العبادة وما إلى ذلك...

إلى غاية اليوم، هنالك عائلات مُهَجَّرة ممنوعة، لا تستطيع مجرد المغامرة بولوج ممتلكاتها، حالها مثل حال أولئك التجار الذين لا يمكنهم زيارة محلاتهم أو دخولها بحُرِّية.

علاوة على ذلك كله، توجد أحياء بكاملها حيث الحركة فيها ممنوعة منعا باتا على المواطنين جميعا.

الآلاف من أعوان حفظ النظام مجبرون على المرابطة في عين المكان أربعا وعشرين ساعة باستمرار لأجل مواجهة أي فتيل عنف يزج بالمنطقة والجزائر إلى المجهول.

لكن إلى متى سيظل الوضع يراوح مكانه وإلى متى سوف تمتد هذه الحالة يا ترى؟

ألا يخشى هؤلاء الناريون الدمويون الحساب الإلهي؟

ألا يدري هؤلاء الجزائريون المتواطئون في هذه الحالات الممقوتة أنهم بتصرفهم هذا يكونون قد وقعوا في المحظور؟ وقعوا في الخيانة العظمى لبلدهم ولشعبهم؟

إن الجزائر وِحدة واحدة لا تقبل التجزئة ولا التجزؤ وستظل كذلك أبد الآبدين مدى العصور والدهور.

أتقدم بتحية العرفان والاعتراف إلى القوات المسلحة لجيشنا الوطني الشعبي، وكذا إلى أعوان الأمن الوطني ومختلف أسلاك الأمن المكلفة بضمان وحماية أمن الأشخاص والممتلكات، وإلى جميع الوطنيين الغيورين الذين يشتغلون في الخفاء، بعيدا عن الأضواء لأجل أن تبقى الجزائر واقفة شامخة.

في رأيي أن الوضعية في غرداية، لن تجد حلولا عادلة ودائمة إلا من خلال الالتحاق الجماعي للمواطنين وانضمامهم إلى صفوف التجمع الوطني الديمقراطي. وهو الحزب المعهود بمواقفه وبمبادئه وبمرجعتيه. فهو الكفيل بإفشاء المصالحة بين المواطنين.

يبقى التفاهم الأخوي هو السبيل الوحيد لذلك.

نظرا لذلك، فإن مواطني غرداية ملزمون بأن يتلاقوا ويتعارفوا عبر ممثليهم داخل الهيئات للحزب.

فمنذ بروز حزبنا إلى الوجود على الساحة السياسية الجزائرية سنة 1997، سعى التجمع الوطني الديمقراطي بكل ما أوتي من قوة في سبيل حماية مكتسبات ثورة أول نوفمبر 1954.

ونحن المناضلون، سواء مِنَّا الرعيل الأول، أو أولئك الذين التحقوا من بعدُ، بكل قناعة على مدار السنين، لن نسمح قط بأن يذهب الشعب الجزائري ضحية الصراعات الحزبية الضيقة.

إن السلطة تُكتسَب عن طريق صناديق الاقتراع، وعن طريق احترام المواعيد الانتخابية الدورية -لا غير-لذا فالمناضل ملزم بالتحلي بالروح الوطنية وأن يضع نصب عينيه الهدف الوحيد مستقبل الجزائر الموحدة وغير القابلة للتقسيم، القوية التي تبوأت مكانتها المرموقة بين الأمم.

إن التعددية تعتبر بالنسبة إلينا الميزة الكبرى، لذا وجب علينا أن نتعارف ونتعاون ضمن إطار تعدديتنا.

علينا الافتخار بتاريخنا مهما كان الأمر.

وعلينا أن نكتب التاريخ الحقيقي لجزائرنا منذ الحقب والأزمنة الغابرة.

علينا تقبل ماضينا. وعلينا النظر بحزم وأمل نحو الأمام، نحو المستقبل الواعد المبشر بالخير.

علينا أن نعمل سويا على تحضير مستقبل أبنائنا والأجيال الصاعدة.

إننا حقا في مفترق الطرق. وعلينا التحلي بالقوة وبرباطة الجأش وألا يكون لدينا من هدف سوى الجزائر الموحدة غير القابلة للتقسيم.

بكل تأكيد، لدينا القناعة الراسخة والإيمان الثابت، بأن الجزائر ستظل واقفة شامخة. وستظل بخير مادام هنالك رجال مخلصون ومادام أعوان الدولة يتحلون بالروح الوطنية وبحب الخير لبلدهم الجزائر.

فلا خوف على مستقبل الجزائر من أي سوء أو مكروه، بشرط اليقظة الشعبية الدائمة والإخلاص والتفاني.

نرجو من الله العلي القدير أن يصون بلدنا الجزائر ويحميها من كل سوء وأن يصرف عنها كل كيد أو مكروه.

ونسأله السداد في الخطى والتوفيق في المهام وفي المساعي، لما فيه مصلحة الوطن والأمة.

شكرا لكم جميعا على حسن الإصغاء والمتابعة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تحيى الجزائر أرضا طاهرة من الخونة.

تحيى الجزائر معززة مكرمة.

تحيى الجزائر آمنة مطمئنة.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

شهداء ثورة التحرير وشهداء الواجب الوطني .



بكير قارة عمر